سِـندريلا إِحْـذري فـأَلحـُبُ أَعـمى لَـكِـنَـهُ ليسَ سـاذِجـا أَو غَـبـيـاََََ

سِـنـدريلا حبيـبتي أُذكُري إِنَّـكِ لم تكوني إِلا عبدةََ تخدميـنَ في بيـتِ سـادتكي كوصيفة, وألسِحرُ لم يَجعَـلَ  منكِ أَميـرةََ إِلا لِبِضْعِ ثـوانِِ وكم دقيقـة.

نعـم كـانَ حبُ المـلِكِ ما غَـيَـرَ الحالَ فـتلألأَ بيـنَ يديـكِ فُجأةُُ صولجانُُ وأَصبحتِ ملكـةََ شـريفَةََ عفيـفَـةََ عندما قالَ ألملكُ " كـوني ليَّ عروساََ وإِمـرأةََ  فـأَنـا إِخـتَـرتُـكِ لِـتُشارِكيـني وتجلِـسي معي على عرشي وتَـتَـنَعـمي بـحبي ولـكن إِحْـذَري إِحْـذَري!

نعم سـندريلا بكلمة من فَـمِ الملـكِ أَصبحتِ ملكـةََ , فـإحذري فبكلـمةِ فـيـهِ تعودي ثانيَـةََ وصيفـة, فلم يَكُنْ سِحركِ الفتـانُ ما جعَـلَكِ مَلِكـة , فالسِحرُ وألفـتنَـةُ يَحدهما ألزمانُ , فَقَبْـلَ منتَصَفِ ألليـلِ ستكوني بحاجةِِ لِحُبِ ألمـلكِ ورِضاهُ لـتبـقي ملكة وإِلا عادَ بِكِ الزمانُ وعُدتِ وصيفـة.

نعم هذا ما قالَ ألمَـلِكُ عندما سارَ وجالَ بيننـا, قالَ : إِحذري حبيـبتي إِحذري , فالْحُبُ ليسَ ساذجاََ أَو ضعيفـاََ فكُلَ شـِِْي أَغْـفِـرَهُ للـملِكَةِ إِلا أَلـتجديفَ علـى روحيَّ ألقـدوسُ. فهـذا لن يُـغْفَـرُ لا قـبـلَ منـتصَفِ ألليـلِ ولا حتى بَعْـدَهُ, لا في هَـذِهِ ألدنيـا ولا في أَلآتيـةِ , فأَلْحُب أَسـمى مِـنْ أَنْ يُـهانُ أَو يُحْتَـقَـر.

 نعم قالَ أَلـسيدُ أَلمسيحِ : يا حبيبَتي , يا عروستي , يا كنيسَـتي تَـباهي وكوني مَلِكَتي , تَـبَرَجي , تَعَالِ وإِسمي فَوقَ كُلِ خليقـةِِ , فَـتعاليكِ مِـنْ تَعالِيَّ وسِموكِ مِـنْ سِـموي , ولكِنْ لا تَتَعالي ولا تُجَدفي على روحيَّ أَلـقـدوسِ , فهذا لـنْ يُغْفَـرُ لَكِ أَبداََ , فَـتعودي عَبدة لإبلـيسِ ووصيفَة في بيتِـهِ فَيَسومَكِ أَلعَذابَ وألإِهانَة , فـإِحذَري!

نعم سِحْرُكِ جَعَلَـكِ شَهية وجميـلة, نعم ألعِـلْمُ كالْسِـحْرِ يجعَـلُ ألبـشَريةَ تَغْـتَـرُ وتَـتَباها لمدَةِ كَمْ ثانيـة , لِكَمْ لحظـةِِ  وكمْ دقـيقـة, ولكنْ لا تَـنسوا فـقَـبْـلَ مُـنـتَصفِ أَلـليـلِ سَـيَـبطَلُ كُـلَ ألسِحرِ وكُلَ أَلعِـلْـمِ وألعُـلماءِ ولَـنْ يُـجدي نفعاََ إِلا حُـبُ ألملِـكِ ورِضاهُ, وحُبُ أَلـملِـكِ ليـسَ صكاََ على بياضِِ , بـلْ هو مشروطُُ وألشَرطُ يقول: " أَحبوني كما أَنـا أَحْـبَـبْـتُكُـم , ومَـنْ أَحَبَ شَـيئـاََ أو أَحَداََ أَكْثَرُ مني فَلَنْ يـسْـتَحقَـني لا أنا ولا مَـلَكوتي . أَمـا مَـنْ أَحَـبـني كما أَحْـبَـبْـتُـهُ إِيـاهُ أَدعوهُ لـيَّ إِبـنـأََ أو بـنَـتـاََ وهُـم يَكونونَ لـيَّ كـنيـسَـةََ مَـلِـكَةََ وعَروساََ إِخْتَرْتُها لِـنَـفْـسي ولِتجلِـسُ معي على عرشـي.

نَعم , ألحُبُ أعمى لكنهُ ليسَ غبياََ أو ضعيفاََ, ألحبُ يَـتأنى ولكنهُ لا يقبلُ ألإهانة, ولذا قـالَ اللهُ :

" وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ (الْقُدُسِ)، فَلَنْ يُغْـفَرَ. وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً ضِدَّ ابْنِ الإِنْسَانِ، يُغْـفَرُ لَهُ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ كَلِمَةً ضِدَّ الرُّوحِ الْقـُدُسِ، فَلَنْ يُغْـفَرَ لَهُ، لاَ فِي هَذَا الزَّمَانِ، وَلاَ فِي الزَّمَانِ الآتِي"

وأيضـاََ :"  وَكُلُّ مَنْ يُنْكِرُنِي أَمَامَ النَّاسِ، أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً أَمَامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " 

نعم أحبنا أللهُ ونحنُ من طينِِ ,وأحبنا لدرجةِ إِنَّـهُ تواضَعَ ليصبحَ بشَـر مثلنا وبذَلَ نفسَـهُ عوضاََ عنا , ولكن هذهِ التضحية على عـمقِهـا وشدتها ترفض النكران والتجديف , فالحب لا لا , ليسَ غبياََ أو ضعيفـاََ , والمحب لا يقبلَ الإهانة فالحب أساسَهُ الإحترام ألمُـتبـادل.  فلقد احبنا اللهُ ونحنُ في قمةِ ضعفِنـا, وهو في قمةِ قدرتِـهِ لكِـنَهُ إحترمَ ضُعـفِـنا وحتى زلاتِـنا فكمِ بالحري علينـا نحنُ أن نحترمَ ونخشى قـدرتَـهُ وقوتَـهُ.

نعم اللهُ الأبدي السنين الخالد إلى الأبد أحَبَ بشَـراََ حديث العهد عمره لا يتجاوز بضع ساعات او سنين , فالحبُ لا زمانَ لهُ أو مكان وهو أسمى من الزمانِ والمكانِ . فحبُ الحبيبِ للحبيبِ ألذي لا نهاية لهُ تخـنُقَـهُ الاهانة والتجديف وتصنعُ هوةََ بيـنَ حب ألله أللامتناهي والبشر , فـالذي يستحي وينكر إبن البشرِ المحبَ تباهيـاََ أمامَ الآخرين ينكرهُ هوأيضاََ ويبتعـِدُ عنـهُ.

نعم أحبنـا اللهُ حتى إحترقَ قـلبُـهُ حُباََ فـتوهَجَ قلبُهُ وأشَعَ ناراََ ونوراََ حتى قالَ الـناسُ إِنَّ اللهَ نورُُ ومحبـة, ولكن الإهانة والتجديفِ والـنكرانِ تفصِـلُ بين كل هذا الحب الإلهي أللامُـتـناهي والمحبوبِ , نعم كلَ هذا الحب لا يقبل النكران ولا التجديف , فـأنـتَ إِنْ اخترتَ أن تُـنكِـرَ المحبَ وتبقى عبداََ أو أنتِ إِنْ إخترتِ أَنْ تُـنكري ألمُحِبَ وتبقَـي وصيفـة , يبقى الخالقَ المحبُ بعيـداََ فاتحاََ يديـهِ مرحباََ بأناةِِ وصبرِِ لمن يعـودُ إليهِ نادماََ طلبـاََ للْصَفْـحِ وألـغُـفـرانِ.

وليَـشُعَ  نور أللهِ في قلوبِكُم إِلى ألأبَـدِ أَلآبـدين.

بقلم / نـوري كـريـم داؤد

27 / 08 / 2005 



"إرجع إلى ألمجلـة"